إن المعمودية ما هي إلا مياه يحل عليها الروح القدس فيهب حياة لكل من يمر
أو يعطس في هذا الماء .
وأول من رأينا لهذا المشهد هي تلك المياة عند بدء الخليقة إذ يقول سفر التكوين
" وكانت الأرض خربة وخالية وعلي وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف علي وجه المياة
" ( تك 1 : 2 ) وكان هذا هو عمل الروح القدس أنه في بدء الخليقة كان يرف علي
وجه المياة ليخلق العالم الصالح الجميل من الأرض الخالية الخربة .
أقوال الأباء في هذا الشأن :
العلامة ترتليان :
+ كان روح الله محمولاً علي المياه هذا الذي يعيد خلقة من يعتمد . كان القدوس
محمولاً علي المياة المقدسة , أو بالأحري علي المياة التي تتقبل منه
القداسة . بهذا تقدست المياة بالروح وتقبلت إمكانية التقديس . هذا هو السبب
الذي لأجله إذ كانت المياة هي العنصر الأولي ( للخلقة ) حصلت علي سر
التقديس خلال التوسل لله .
القديس إكليمنضس السكندري :
+ تتم الخلقة الجديدة بواسطة الماء والروح وذلك كخلقة العالم , إذ كان روح الله
يرف علي المياة .
القديس كيرلس الأورشليمي :
+ المياة هي بدء العالم ، والأردن هو بدء الإنجيل .
القديس ديديموس السكندري :
+ إذ رأي الثالوث غير المنقسم ولا منطوق به منذ الأزل سقوط الطبيعة البشرية ,
وفي نفس الوقت أوجد الماء من العدم ، أعد للإنسان الشفاء المزمع أن يتم
في المياة . هذا هو السبب الذي لأجله إذ حُمل الروح القدس علي المياة ظهر
مقدساً لها ... وربطها بعملية الولادة ( الإنجاب ) بهذا يليق بنا أن نقرن الحقيقة
معاً . فإنه من المهم أن نعرف أنه في اللحظة التي إعتمد فيها يسوع نزل
الروح القدس علي أمواج الأردن وإستقر عليها .
سلام الرب يسوع المسيح معكم .... محب حبيب