يري الأباء أن فلك نوح الذي أنقذ نوح ومن معه من الموت هو رمز للمعمودية
وإليك بعض أقوال الأباء في هذا الصدد :
العلامة ترتليان :
كان الطوفان الذي طهر العالم من شره القديم يحمل نبوة خفية عن تطهير
الخطايا بواسطة الجرن المقدس ، كان الفلك الذي خلص من كان بداخله أيقونة
للكنيسة المملوءة رهبة ، وللرجاء الصالح الذي صار لنا بسببها . أم الحمامة
التي أحضرت غصن زيتون إلي الفلك فأظهرت بهذا أن الأرض قد إنكشفت ،
رسمت مجيئ الروح القدس في المصالحة الذي كان من المزمع أن يتحقق
من الأعالي ، لأن الزيتون علامة السلام .
القديس يوحنا الذهبي الفم :
قصة الطوفان سر ، محتوياتها كانت مثالاً للأمور للأمور العتيدة أن تتم الفلك
هو الكنيسة ، ونوح المسيح ، والحمامة الروح القدس ، وغصن الزيتون هو
الصلاح الإلهي . كما كان الفلك في وسط البحر حصناً لمن في داخله ،
هكذا تُخلّص الكنيسة الهالكين . الفلك يُعطي حصانة أما الكنيسة فتفعل ما
هو أعظم . كمثال احتوى الفلك الحيوانات غير العاقلة وحفظها ، أما الكنيسة
فأدخلت البشر الذين يسلكون بغير تعقل ولم تحصنهم فحسب وإنما أيضاً
غيرت طبيعتهم .
القديس جيروم :
طارت حمامة الروح القدس نحو نوح بعد أن خرج الطائر الأسود ( الغراب )
وصارت كما لو كانت متجهة نحو المسيح في الأردن .
القديس أمبروسيوس :
خذوا شهادة أخري ( بجانب رمز الخليقة السابق ) : كل بشر فسد بآثامه ،
إذ يقول الله : لا يبقى روحي بين الناس لأنهم بشر ( تك 6 : 3 ) ، حيث يوضح
الله أن نعمة الروح تتباعد بسبب الدنس الجسدي ونجاسة الخطيئة الشنيعة
التي بسببها أرسل الله الطوفان رغبة مه في إستكمال ما كان ناقصاً .
أمر نوح البار أن يدخل الفلك وإذ إنتهى الطوفان أرسل نوح غراباً فلم يرجع ،
ثم أرسل حمامة عادت بغصن زيتون . إنكم ترون الماء والخشبة والحمامة ،
فهل تقفون حيارى أمام السر ؟ فالماء هو الذي يُغمر فيه الجسد لكي تُغسل
فيه كل خطية جسدية ، ويدفن فيه كل شر ، والخشبة هي التي عُلق عليها
الرب يسوع عندما تألم لأجلنا ، والحمامة هي التي نزل الروح القدس علي
هيئتها كما قرأتم في العهد الجديد ، ذاك الذي يهبكم سلام النفس وهدوء الفكر
والغراب هو رمز الخطيئة التي تذهب ولا ترجع ، إذا حفظ فيكم البر في الداخل
والخارج .
القديس كيرلس الأورشليمي :
يقول البعض أنه كما جاء الخلاص في أيام نوح بالخشبة والماء ، وكان بدء لخليقة
جديدة ، و كما عادت الحمامة إلي نوح في المساء بغصن زيتون ، هكذا نزل الروح
القدس علي نوح الحقيقي مُوجد الخليقة الجديدة . لقد نزلت عليه الحمامة
الروحية أثناء عماده لكي يظهر أنه هو الذي يمنح الخلاص للمؤمنين بخشبة
الصليب ، والذي وهب العالم نعمة الخلاص بموته نحو المساء .
الشهيد يوستين :
في الطوفان تحقق سر خلاص البشر . فإن نوحاً البار ومعه أناس الطوفان الأخرين
أي زوجته وأولاده الثلاثة ونساء بنيه يكوّنون ( رقم ثمانية ) هكذا يظهرون رمزاً
لليوم الثامن الذي فيه ظهر مسيحنا قائماً من الأموات ، ويظهر هكذا علي الدوام
ويحمل ضمناً اليوم الاول . لأن المسيح هو بكر كل الخليقة ، قد صار في معنى
جديد رأساً لجنس آخر حيث تجدد هذا الجنس بالماء والخشبة الذين وُجداً
في سر الصليب ، إذ خلص نوح بخشبة الفلك حين حمله الماء هو و عائلته ....
لقد غرقت كل الأرض كقول الكتاب ، وواضح أن الله لا يتكلم عن الأرض بل عن
الناس ... وذلك لكي يظهر مقدماً كل هذه الرموز في وقت الطوفان . أقصد الذين
قد تهيأوا بالماء والإيمان والخشبة ، الذين تابوا عن خطاياهم ، هؤلاء يهربون
من دينونة الله العتيدة .
وسلام السيد المسيح الفائق كل عقل أهدية للجميع . آمين
محب حبيب