محب حبيب
عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 23/05/2011 العمر : 44 الموقع : الرب توري وخلاصي
| موضوع: مناجاة لرؤية الله الإثنين مايو 23, 2011 5:03 pm | |
| + إلهي ... ليتني أعرفك ، يا من أنت تعرفني ، ليتني أعرفك يا قوة نفسي ! اكشف لي عن ذاتك ، يا من تُعَزًّي نفسي ! ... ليتني أعاينك ، يا ضياء عينيَّ ! ... أَسْرِعْ يا بهجة نفسي ، لأتأملَ فيه يا سرور قلبي ! ... ألهمني حبك ، فأنت هو حياتي ! ... أشرق عليَّ ، ففيك يكمن فرحي الحقيقي . فيك عذوبة راحتي . فيك حياتي . فيك كمال مجدي !... ليتني أجدك ، يا شهوة قلبي ! ... ليتني أقتنيك ، يا حبيبي ! ... لا تترك أحضاني ، أيها العريس السماوي ، فعند حلولك ينتاب كياني كله - داخلي وخارجي - نشوة فائقة علوية ! ... هبني ذاتك ، أيها الملكوت الأبدي ، حتي أتمتع بك أيها الحياة المبارك . يا تهليل نفسي غير المُدرَك ! ... " أحبك يارب قوتي ؛ الرب صخرتي وحصني ومنقذي " ( مز 18 : 1 ) . نعم . أعنِّي كي أحبك ، فأنت هو إلهي . أنت حاميَ . أنت حصني المنيع . أنت رجائي العذب في وسط ضيقاتي ... لألتصق بك ، فأنت هو الخير وحده ، وبدونك ليس للخير وجود ! لتكن أنت كل سعادتي ، يا كلي الصلاح ! ... افتح أعماق أذنيَّ ، فأسمعك أيها الكلمة الإلهي ، يا من يخترق نفسي كسيفٍ ذي حدين ! ... آه يا إلهي ! أرعِدْ من سمائك بصوتك القوي ( مز 11 : 13 ) ! ليزأر البحر وكل أمواجه ، لتتزلزل الأرض وليرتعب كل ما عليها . أنزل عليهما بالصواعق ، فيتبدد كل شك فيهما . وفي النهاية اكشف لأذنيَّ أعماق المياة وأسس المسكونة ( مز 18 : 15 ) . أيها النور غير المنظور ، هب لي عينين تستطيعان معاينتك ! يا رائحة الحياة الإلهي ، هب لي حاسة جديدة للشم ، تجذبني نحو رائحة أطيابك الزكية ! ... ربي ... نّقِ فيَّ حاسة التذوق حتي تقدر أن تتذوقك ، وتتعرف عليك ، وتكتشف غنى لذتك المدَّخرة لكل من يرتشف رحيق محبتك ! ... هب لي قلباً لا ينبض إلا بحبك ، ونفساً تعشقك ، وروحاً أميناً لذكرك ، وفكراً يدرك غور أسرارك ، وعقلاً يستريح فيك ويتحد بحكمتك المحيية دائماً ، ويعرف كيف يحبك بتقوي ، أيها الحب المذخر فيك كل حكمة ! أيـــها الحياة ، لمجدك يحيا كل مخلوق . لقد وهبتني الحياة ، وفيك حياتي . بك أحيا ، وبدونك أموت ! ... بك أقوم ، وبدونك أهلك ! ... بك أمتلئ فرحاً ، وبدونك أهلك حزناً ! ... أنت هو الحياة ، مصدر الحياة ، ليس شئ يوازي وداعتك وجمالك ! ... أتوسل إليك : أخبرني أين أنت ؟ أين ألقاك ، فأختفي فيك بالكلية ، ولا أوجد إلا فيك ! آه ! أسرع واجعل من نفسي مسكناً لك ، ومن قلبي مستقراً ... تعال ... فإني مريض حباً . بُعدي عنك هو موت لي ، وذكرك يُحيي نفسي ! ... رائحتك تعيد لي قوتي ، وذِكرك يُخَفَّف آلامي ، ظهورك شَبَعٌ لي ! ( مز 10 : 17 ) يا حياة نفسي ... قلبي يجري وراءك ، ويذوب عند تّذَكُّر خيراتك . متي يحين رحيلي إلي ملكوتك ؟! متي أحظي بمعاينة جمالك ، أيها الحياة ، سعادة قلبي ! لماذا تحجب وجهك عني ، يا من أنت وحدك سعادة نفسي الوحيدة ؟! أين تحتفي يارب الجمال ، يا نهاية كل طموحي . رائحتك التي أتنسمها تسكرني بالحياة والدهش ، هذا بالرغم من أنني لم أرك بعد ، لأنه مكتوب : لا يراني إنسان ويعيش ( خر 33 ) . حسناً ، لو عملت بهذا التحذير فلن أراك ، لأموت ياربي وأراك . لأراك ، ياربي قبل أن أموت ، فعندما أريد أن أحيا ، أريد أن أموت . " لي اشتهاء أن أَنطلق وأكون مع المسيح " ( في 1 : 23 ) ! إنني أَشتهي الموت لكي أراك . إنني لا أريد العيش بعد لكي أحيا بك ! إلهي يسوع ... استلم حياتي ، فأنت حياتي ! اجذب قلبي ، فأنت هو فرحي ! أيها الغذاء الدسم ، كن أنت شبعي ! ... أيها القائد الإلهي ، قوِّتي ! أيها النور الحقيقي الذي يضيء عينيّ ، أنر لي ! ... أيها اللحن العذب ، أطرب كل نفسي ! ... أيها الرائحة السماوي ، أنعشني بك ! ... يا كلمة الله ثبتني فيك .فرِّحْ نفس عبدك ... ادخلْ إلي نفسي ، أيها الفرح الحقيقي ، حتي تبتهج بك ! ادخل إليها أيها العذوبة اللانهائية ، حتى تتمتع بالعذوبة الحقيقية ، أفِضْ عليها شعاعك أيها النور الأبدي ، حتى تعرفك وتدركك وتحبك ! فلماذا لا تحبك ، بل هى فاترة من جهتك لعدم معرفتها إياك ؟! وعدم معرفتها ناجم عن عجزها عن إدراكك . وعجزها هذا علته عدم تقبُّلها نورك ، إذ " النور يضيء في الظلمة ، والظلمة لم تدركه " ( يو 1 : 5 ) . أيها النور الذي يضيء النفس ، أيها الحق البهي ، أيها البهاء الحقيقي الاستضاءة ، يا من تضيء لكل إنسان آت إلي العالم . أتيت إلي العالم ، والعالم لم يحبك ! ... إلهي ... بَدَّد الظلمة الكثيفة التي تخيِّم علي نفسي ، حتي تراك عند إدراكها إياك . وتعرفك عند تقبلها لك ، وتحبك عند معرفتها لك . إن كل من يعرفك يحبك! ينسي نفسه! يحبك أكثر من ذاته ! يترك نفسه وينجذب إليك ، لينهل لذته في الاتحاد بك ! سيدي ... إن كنتُ لم أحبك كما ينبغي ، فذلك لأنني لم أعرفك بعد جيداً . فقلَّة معرفتي جعلتْ حبي لك فاتراً وفرحي الذي أتمتع به ضعيفاً ! ويْحي ! فبعبوديتي للمغريات الخارجية ، أنشغل عنك أيها السعادة الكامنة في داخلي ، وأُحّرَم منك ، وأذهب لكي أرتبط برباطات دنسة مع أباطيل هذا العالم ! هوذا في بؤسي ، القلب الذي لك وحدك أن تمتلكه بكل عواطفه وأحاسيسه وتضحياته ، قد وهبته أنا للأمور الباطلة ، فصرتُ باطلاً بحبي للباطل ! لهذا لم تعد بعد أنت فرحي ، بل تركتك واندفعت أجري وراء محبة العالم الخارجي ! مع أنك لا ترتاح إلا في أعماق نفسي ! إنني أريد التلذذ بأعمال الجسد ، وأنت تود الإبتهاج بروحي ! إنني أملأ قلبي بأعمال الجسد ، وأشغل بها ذهني ، وأجعلها محور حديثي ، أما أنت يا إلهي ، فتحيا في النفس غير المحسوسة ، الخالدة ! أنت تملك في السماء ، وأنا أزحف علي الأرض ! أنت تعشق الأعالي ، وأنا أطلب السفليات ! أنت تشغلك الأعالي ، وأنا غارق في الأرضيات ! تُرَي ، متي تتقابل مثل هذه الميول المتعارضة ؟!
محب حبيب | |
|