هذا السؤال دار في ذهني كثيراً .
حيث ظهر أمامي الكثير من معني التوحيد . فهل هو يساوي معني الوحدانية .
وهذا ما قد يجيب عنه الأخوة المسلمون حيث تسألهم لماذا تقولون عن أنفسكم
وإن الإسلام هو ديانة التوحيد . لن يتردد أي منهم من الكبير إلي الصغير من الفقيه
إلي البسيط في الدين من العالم إلي أبسطهم تعليماً أوحتي الجاهل . فيقول
أننا ننادي بأن الله واحد ولذا نحن ديانة التوحيد .
ولكن هل معني التوحيد هو الوحدانية أو أن الله واحد .... هنا فكرت كثيراً فوجدت
الآتي :-
أولاً : معني التوحيد لا يعني أبداً الوحدانية أو أن الموحدون هم من يقولون أن الله
واحد ... فهذا خطأ .
فمعني التوحيد : هو الجمع إلي واحد . وليس الواحد أي أن يكون لديك
أكثر من واحد ثم توحدهم إلي واحد .
وعليه درسنا في الإعداية وفي علم الرياضيات علم يسمي توحيد المقامات
وتكون معطيات المسألة عدد من الكسور لكل منهم مقام مختلف وبسط مختلف
ونقوم نحن بتوحيد المقام أي جعل المقامات كلها رقم واحد ونحدد مدي تأثير
ذلك علي البسط .
أن التوحيد هو جعل ما لم يكن واحد ليكون واحداً . أي الجمع إلي واحد
وإليك مثال آخر . في عالم الفكر عندما يكون هناك أكثر من رأي ثم يقوم
أحدهم بتوضيح وجهات النظر المختلفة لهذه الوجهات المختلفة بحيث
يوضح أن جميعهم في النهاية يأتوا إلي مفهوم واحد . يكون بذلك هذا
الشخص قد وحد المفهوم وقام بتوحيد الأراء فيكون الرأي الناتج موافق عليه
من جميع الأطراف التي كانت مختلفة ولها أراء مختلفة .
وإليك مثال أخر : فلو كان لدينا عميل يتعامل مع شركتنا في أكثر من فرع لها
وإكتشفنا هذا نقوم بجمع ملفات العميل إلي ملف واحد يكون في أكثر الفروع
تعاملاً مع هذا الشخص وذلك لتسهيل التعامل معه والوقوف علي موقفه المالي
مع الشركة بمجرد فحص هذا الملف . ويسمي هذا توحيد التعامل مع العميل
وإليك مثال أخر يعرفه من يعملون في الضرائب مثلاً : فلو كان لممول ضريبي
واحد أكثر من ملف ضريبي وتم إكتشاف ذلك فإن أحد مأموري الضرائب يقوم
بتوحيد الربط للممول في ملف واحد بدلاَ من ربط الضريبة عليه في أكثر من
ملف . أي يعني توحيد أكثر من ربط ضريبي للوصول إلي ربط ضريبي واحد
هذا هو معني التوحيد :
هو جعل ما ليس واحد واحداً .
ومن هنا فإن بذلك المعني لكلمة التوحيد ... يصبح أمام المسلمون
أن يعترفوا أنهم ديانة توحيد قامة بجمع الأقانيم الثلاثة إلي واحد إله واحد .
وهذا مرفوض طبعاً . أو أن لا يقولوا أنهم ديانة توحيد .
وبهذا المفهوم تصير المسيحية والتي تقول أن الله واحد مثلث الأقانيم
جامعة الثلاثة إلي واحد هي ديانة التوحيد دون الإسلام .
ولكن مع مراعاة أن المسلمون يقولون أنهم ديانة التوحيد منذ قرون مضت
ولذا أنا أتسائل هل لم يكن السلف يعرف هذا المعني لكلمة التوحيد ؟ !
أما أنه يعرفها ويعني المعني الذي أوضحته ولكن الأجيال الحديثة هي التي
رفضت ما قبله السلف من كون الإسلام مماثل للمسيحية وأنه يعترف
بثلاثة أقانيم وهم إله واحد ( التوحيد )
كما أن المسيحية تعرف هذا المعني في أكثر من موضوع
1 - الثلاثة أقانيم والإله الواحد مثلث الأقانيم ... التوحيد .
2 - الله والإنسان والتصالح بينهم ليكون الله والإنسان واحد كقول المسيح
أنا أريدهم أن يكونوا واحداً فينا كما أني أنا وأنت يا الله الأب واحد ليكون
هم واحداً فينا - ويعني هنا الجمع إلي واحد بعد أن كانوا إثنين .
3 - توحيد السمائيين والأرضيين
حيث تقول المسيحية جعل الإثنين واحد أي السماء والارض .
4 - توحيد الرجل والمرأة . حيث تقول الكنيسة أن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق
بإمرأته ويكون الإثنين واحداً .
5 - توحيد المسيحيين كلهم إلا واحد : حيث تقول المسيحية أن المسيحيين
أعضاء جسد المسيح فإذا تألم عضوا تداعت إليه كل الأعضاء .
وأننا نحن المسيحيون أعضاء المسيح وأن الكنيسة هي الجسد والمسيح
هو الرأس . رأس الكنيسة .
وبهذا المفهوم نري الكثير والكثير من تطبيق المسيحية في فكرها لنظرية
التوحيد وعليه تكون المسيحية هي ديانة التوحيد وليس الإسلام .
1 - الذي لا يجعل المرأة وزوجها واحداً بل هو واحد وله أربعة نساء
وللرجل مركز ديني ومدني وإجتماعي وللمرأة مركز أخر .
2 - ثم أن المسلمون لم يكونوا هم والله واحد أبداً لم يقل هذا الكلام أي مسلم
ولا أنهم ورسول الإسلام واحد : بل العكس
ولا أدل من القول فإن محمداً قد مات
وقول الرسول عن نفسه ما كان محمداً أب أحد منكم بل رسول الله .
وأن الرسول له خصائص خاصة ليست لبقية المسلمون وهذا الإختلاف
في كل شيء فله أن يتزوج بعدد أكثر من النساء دونما باقي المسلمون .
وهذا علي سبيل المثال ولكن ليس الحصر .
إذا المسيحية هي ديانة التوحيد
أترككم في رعاية الله لعقول أولي الألباب
محب حبيب